عمر البوقصي .. بطل من أبطال الجزائر









عمر البوقصي .. قاهر موريس ومبكي باريس
هو عون عمر بن حسونة ، رجل عريق النسب نقي الأصل و الفصل ، من بيت كريم أشتهر بالشجاعة و الإقدام و له سجلات في الحروب يشهد لها الجميع . ينتمي لفصيل أولاد الوهاب من عرش أولاد بوقصة من فخذ الجلامدة من بطن العلاونة التابع لقبيلة * النمامشة * .
ولد بتاريخ : 01/07/1925 بمنطقة مشنتل التابعة لبلدية بئر مقدم بولاية تبسة المجاهدة ، و هي منطقة كان لها دور كبيرا في اندلاع شرارة الثورة الجزائرية المباركة .
نشأ في بيت محافظ عريق ، حيث تربى على شغف العيش كبقية أقرانه من أبناء الشعب الجزائري أثناء عهد الإستدمار الفرنسي الغاشم ، حيث عانى من الظلم و القهر الذي جعله يضمر لهم ضغينة ما فتئت تنفجر مع الأيام الأولى للثورة المظفرة .
تلقى تعليمه الأول في كتاتيب القرآن الكريم، كما تعلم مبادئ الفروسية مثل العديد من شبان النمامشة حيث كانت هي الهواية الأولى و الملاذ الوحيد لهم بحكم طبعهم القتالي و الميال دوما إلى الثورة و التحرر .
نشاطه الثوري /
إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني رفقة القائد * فرحي ساعي * و * الوردي قتال * تحت لواء * عباس لغرور * و * شيحاني بشير * و * شريط الأزهر * في الناحية العسكرية الأولى .
غير أن التاريخ أبى إلا أن يجعله قائدا حقا يوم نجح في القضاء على النقيب الفرنسي * موريس * قرب عقلة قساس في كمين نـُصب له بإحكام ، حيث قضي على العديد من جنود فرنسا الغاصبة و تم أسر أكثر من 18 منهم ، و غنيمة سلاح كثير ، و مباشرة رقيّ إلى رتبة ملازم أول و ُعيّن بعدها قائدا لمنطقة سدراتة التاريخية .
و بقي يجاهد بالرشاش و الكلمة و من نصر إلى نصر مرورا بمواقع عديدة ( آرقو ، الجديدة ، امريحان ، أم الكماكم ، بني صالح ، المائدة ، زاريف ، الجرف ... ) ليرقى إلى رتبة أكبر .
إنتقل إلى تونس ثم إلى مصر لاستكمال نضاله هناك رفقة المجاهد * الوردي قتال * أين إلتقى بالقادة السياسيين للثورة ليواصل الجهاد حتى الاستقلال .
دوره المهم في معركة الجرف ( أكبر معركة في الثورة الجزائرية ) /
بعد شهر من هجمات الشمال القسنطيني المظفرة , و التي كان المجاهدون يهدفون من خلالها الى فك الحصار الفرنسي الخانق على المجاهدين المرابطين في جبال الأوراس الشمّاء , عقد اجتماع تحت إشراف القائد شيحاني بشير مسؤول الولاية الأولى، منطقة الأوراس، بالمكان المسمى خنقة الذيب، وقد حضر الاجتماع كل من الابطال عباس لغرور، والبشير سيدي حني ليعاد اجتماع ثان برأس الطرفة بجبل أرقو، تحت قيادة عجال عجول، وقد كشفت قوات الاحتلال تلك اللقاءات لتنطلق معركة الجرف يوم 22 سبتمبر و التي امتدت عدة أيام ، و رغم الحصار المفاجىء تكبدت فرنسا خسائر في الأرواح عددها 400 جندي، و8 طائرات، واستشهد خلال المعركة 70 مجاهدا، لتدخل هذه المعركة الكليات الحربية العالمية، وتخلد في شعر الثورة على لسان الشاعر المجاهد المرحوم محمد الشبوكي .
وقد كان بطلنا رأس حربة في وجه العدو ، وقد كلف هو و كتبيته بالهجوم مباشرة و في الصفوف الأمامية للمجاهدين
أهم القادة:
أ/ عون عمر ( المدعو البوقصي ) 
ب/ قتال الوردي بن محمد بن عبد الله بن نصر بن قتال 
ج/ القائد شريط لزهر 
د/ القائد ورتاني بشير المعروف بسيدي حنى 
ه/ القائدين جيلاني السوفي و سي صالح الخنشلي 
و/ القائد فرحي حمة بن عثمان 
نتائج المعركة
نتائج استطلاع مساء يوم 21/09/1955
بدء المعركة من 22/09/1955
مواصلة فك الحصار 06/10/1955
خسائر العدو /
- البشرية 600 إلى 700
- أصالة الطيران 20 بين الإصابة و العطب و الإسقاط
- الدبابات 10
- مزمجرات 30 
- شاحنات 60
- أسلحة 150
- ذخيرة حمولات 20 بغلا
- لاسلكيات 20 جهاز 01 كبير
- بغال 100 بين ابل بغال
مآثر المجاهدين 
- الشهداء ما يقرب 170
- الجرحى 40 إلى 50
- الأسلحة 5 قطع 
- التموين كميات كبيرة
- الألبسة كمية كبيرة أحرقت
المجازر الشعبية 
- الشهداء المدنيون 100 
- خسائر الحيوانات مئات القطعان
- حرق المنازل أكثر من 30 مشته
- افتكاك الحيوانات 5000 رأس من الإبل و الغنم و البقر
- المحجوزون أعداد ضخمة حولت إلى محتشدات الجرف و غيره
صفاته /
كان ورعا تقيا ، ميالا إلى الهدوء و الحكمة ، حسن الخُلُق و الخَلْق ، جوادا كريما حليما مع أصحابه ، يتحلى بصفة القائد منذ صغره ، شجاعا لا يهاب شيئا ، حتى أن أحد المجاهدين من أترابه قال عنه : عند بداية المعركة يطلق هو الرصاصة الأولى و يسرع راكضا بإتجاه العدو رغم كثافة الرصاص و يقف موجها الأوامر للمجاهدين بالهجوم ، كما كان يحسن القتال المتلاحم بالخنجر ، الذي كان يلازمه دوما ...
وفاته /
توفي عن عمر يناهز 85 سنة بمدينة تبسة و شيع جثمانه في موكب مهيب ، بحضور السلطات المدنية و العسكرية و رفقاء السلاح و الجهاد . بعد أن ترك تاريخا مليئا بالانتصارات .
و قد تمّ تخليد بطولاته في قصائد شعبية كثيرة من طرف فحول الشعر الملحون بالمنطقة أمثال * رواق محمد المدعو محاته * و * رفراف * و * شابّو * نذكر منها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرّايس عْمُرْ في عَشْوَةْ قيساس ظهَرْ
لَـقـّى صدرو و للحرب صبَرْ
و عون عمر من ضَرْبَةْ موريس ظهَرْ
***
سيفي وساعي و بن عجرود 
و البوقصّي ِصيد صْيُودْ
ساعة كي ثار البارود
عندو قـِرّة ألمانية
متعطش قلبو محروق 
حالف ما يخـلـّيش الحيّة 
***
سيفي و ساعي و بوقصّة
كل واحد في واحد وصّــى
قالوا نعَـدّو عليها رخصة
هالكلبة بنت اليا عزيزي
ولاد النمّوشية جوها
هالخطرة باش ينحّوها
واش لازم باش يخْلوها
الشجاعة و الفنطازيّة
نهار الوفاة تِركيبه و الغربي مات
هاهم جوها هاهم جوها
واش لازم باش يخْلوها
يا دم الشبان متبزّع في كل مكان
يا خاوتي لا هم خيّان
لا يموتوا من غير سويّة
راحوا شبان قتلتهم هذي المدعيّة ...
كما رثاه الشاعر * بن نجوع علي * في قصيدة جميلة ، هذه بعض أبياتها /
ذرفت تبسّة دمعا إذ علمت **** بفقدان رمز الجهاد و النضال
و زادت معهــا البــلاد كلها **** حزنا على فراق أحد الأنصال
هو رمـز للبســالة إخــوتي **** كما هــو حقـا مضرب الأمثال 
شجــاعــة و إقـدام لازمتـه **** خــلال حيــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نقرين من زاوية مختلفة

الربح من الانترنت و طرق الدفع و استلام الارباح